لماذا لا يستجاب الدعاء؟ و ما شروط الاستجابة؟
الطاعات لا ترفع إلا و كان جسد المسلم طاهرا من كل الخطايا ..
لا طاعة ترفع و انت مدين، أو تغتاب الناس، أو تكذب لسبب ما، أو تسرق المال العام أو الخاص، أو تتجاوز الضوء الأحمر في المدارات الطرقية، أو ترمي القمامة في الشارع، أو تصد قطا أو كلبا جائعا، أو تحتكر الملك العام، أو تنشر الفساد بين الناس، أو تغش في تجارتك، أو تتأخر في مواعيد التسليم، أو تبيع سلعة منقوصة الجودة و غيرها …
لا طاعة ترفع و أنت حاقد، جاحد، ناقم، معتد، أفاك..
يجب أن تطهر نفسك من كل ذلك و تفرغ نفسك منه بعدها تتوجه لمولاك ..
《و إذا فرغت فانصب و إلى ربك فارغب》
و إن كان دعاؤك “اللهم انك عفو تحب العفو فاعف عنا “..
فالأجدر أن تطلب الصفح ممن ظلمت و تصفح عن من ظلمك قبل أن تتوجه للغفور الرحيم..
ففي الحديث : (أيها الناسُ ! إنَّ اللهَ طيِّبٌ لا يقبلُ إلا طيِّبًا. وإنَّ اللهَ أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين. فقال : يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ. وقال: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ. ثم ذكر الرجلَ يطيلُ السَّفرَ. أشعثَ أغبَرَ. يمدُّ يدَيه إلى السماءِ. يا ربِّ! يا ربِّ! ومطعمُه حرامٌ، ومشربُه حرامٌ، وملبَسُه حرامٌ، وغُذِيَ بالحرام. فأَنَّى يُستجابُ لذلك؟ )
ولهذا ذُكِر الدعاء الذي لا يسمع في الدعاء المشهور :
(اللَّهمَّ إنِّي أعوذُ بِكَ مِن عِلمٍ لا ينفعُ ومِن دعاءٍ لا يُسمَعُ ومِن قلبٍ لا يَخشعُ ومِن نفسٍ لا تشبعُ)
الدين الذي يبتغي فيه المؤمن لنفسه الجنة و الحسنات و يرجو فيه من الإله المال و الجاه والبنين لنفسه دون غيره ما هو إلا عبادة الذات و شرك صريح وعبادة للهوى (أرأيت من اتخذ إلهه هواه) ..
الدين منهج للتعايش بين بني البشر.. الدين محبة الله، و محبةُ الله في محبةِ خَلقِ الله، و عبرون المحبة العطاء، و عربون العطاء العمل، و في العمل مصلحة الفرد و المجتمع..
و في الحديث :
(لا يومن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)
من شروط الصلاة الطهارة .. طهارة البدن ..
و من شروط قَبُول الصلاة .. طهارة القلب و السريرة..
و هذا أولى من التدين الطقوسي ..
فتدينك بمقدار إنسانيتك ..